دويّ صوت .. فهل يُسمع؟!






دويّ صوت .. فهل يُسمع؟! 
تتجه عمتي لجدتي التي اعتدنا على أنينها الذي
كلما سألناها: لمَ تئنين يا جدتي؟، تجيب: فقط، هكذا
جلست عمتي بجانبها، أخذت تتأمل والدتها
كيف لها أن تخفّف عنها ولا تعرف ما وراء ذاك الأنين

تتأمل عمتي جدتي.. 
وانكسار قلبها على والدتها منعكساً على تقاسيم وجهها،
لكن سرعان ما انقشع ذاك الظلام في تلك التقاسيم وانفرج النور
واستبشرت تلك الأسارير وكأن فتحاً من الله قد نزل عليها حينما بدأت تردد:
 "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
ترديداً بترتيلٍ له دويّ قوي في قوة اليقين والثقة بتلك الكلمات بعد الله

التفتت عليّ بابتسامة مُبهجة بغير التقاسيم التي رأيتها قبل ثواني،
قائلة : أن قلب المؤمن أصله سكينة وطمئنينة،
وما عدى ذلك من الشيطان مثل الهم والغم والحزن والقلق والخوف..

فجميعها أمور عارضة تطرأ على القلب
وتجاهد لتقتحمه وتدافع سكينته وطمئنينته،
لذلك لزِم علينا أن نستعيذ بالله من الشيطان دائماً،
وفي القرآن مأمورين بذلك: (فاستعذ بالله): فهُنا أمر من الله.
ليس في هذا الذكر فقط، بل في ذكر الله بشكل عام.

وأدارت بعدها وجهها لوالدتها واستمرّت بالترديد في شعور من القوة لا مثيل له.
قُلتُ حينها أن أساس تأثير أي ذكر هو قوة اليقين في ذكرٍ ما
بأن فيه القوة والشفاء بإذن الله تعالى
ثم بحثتُ عن ذلك الأمر بالاستعاذة في القرآن،
فوجدتها في أربع مواضع

﴿وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم﴾
[الأعراف:٢٠٠] 
﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم﴾
[النحل:٩٨] 
﴿إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير﴾
[غافر:٥٦]
﴿وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم﴾
[فُصّلت:٣٦]

فوجدت أن معظم الآيات تجمع اسم الله (السميع)؛ والذي يُذكّر "أن الله سميع لما تقوله"،
وسمع الله ليس كسمع البشر، فسمعه سبحانه يقتضي الإجابة،
فالله يسمعنا قبل أن نتكلم وحين يسمعنا يُجيب، أما البشر فقد تخذلنا.


حبّرهُ: منيرة بنت بخيت الصفّار

لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

هناك تعليق واحد:

  1. أنا التي مذ قرأتُ اسم محبّرته؛ استرسلت خفقات الفخر في قلبي!
    كان اسمها وحده يكفيني فكيف بما كتبت؟
    نفع الله بوجود المنيرة وبقلمها وبما يفتح الله به عليها، إنه هو السميع العليم. ()
    ~ لن أتيح للنقد الخاص فرصة هذه المرة، هذه المرة الفخر وحسب.

    ردحذف