من زاوية أخرى !
آهـ من حالي البئيس...
ليتني كنت كـ(ليلى) التي تمتلك جهاز iPad وكمبيوتر محمول، بالإضافة إلى جهازها الجوال!
أو كـ"سارة" التي لا تمانع أمها في ذهابها إلى الحفلات مع صديقاتها!
أو كـ"فاطمة" التي تذهب إلى السياحة في الخارج كل عام!
أو ليتني أملك منزلًا كمنزل منى.. لالا ليس منزلًا بل هو قصرٌ كبير!
لماذا أنا أقل من جميع صديقاتي؟!
- هكذا كانت (أبرار) تحدث نفسها وكانت تفرغ ما تشعر به في ورقة في دفتر مدرسي..
وقبل أن تنزع الورقة نامت وهي تئن وتشكي حالها..
في صباح اليوم التالي استيقظت متأخرة وأخذت تلملم أوراقها بسرعة..
وعندما جاء وقت الدرس الثاني لم تحضر المعلمة..
فأرادت غادة أن تستثمر وقتها وتحل واجبات الأمس لأنها كانت غائبة..
طلبت من أبرار الواجبات فقالت لها :لنبرة اللا مبالي::
انظري
الدفتر في الحقيبة
خذيه وانقلي منه ما شئتِ..
أخذت غادة الدفتر الذي لم يُغلٓق ودون قصد قرأت الصفحة المفتوحة ظنًا منها أنها هي صفحة الواجب..
إذا هو نفس ما كتبته أبرار بالأمس!
فأخذت قلمًا وكتبت على الجهة الأخرى من الورقة:
- عزيزتي أبرار
بدايةً أعتذر أنني قرأت ما كتبتِ بغير قصد لكن لي إليك همسات وعديني أن يكون سرًا:
• أتعلمين لماذا طلبت منك ملخص الواجبات؟
لأنني تغيبت بالأمس ولن أجد سبيلًا إليك لأسألك عن الواجبات بالهاتف..
فأنا وأهلي قد يمر علينا يومان ونحن لم نتناول ما يكفينا من الطعام لأننا لا نملك المال الكافي لذلك، فضلًا عن الجوال !
• ثم .. أتعرفين صديقتنا سعاد؟
أتعلمين أنها لم تٓرٓ والديها؛ فقد تُوُفِّيا منذ أن كانت رضيعة إثر حادث مروري..
ولم يحنو عليها (بعد الله) أحد..
أنتِ تتذمرين من حرص والدتك، وسعاد صحيح أنها تتمنى أن يكون لديها أمّ،
إلا أنها لم تنسٓ أن تشكر الله ليل نهار على أن سخر لها (مشرفة) تهتم بها!
• ثم.. أتعرفين زميلتنا أمجاد؟
تعرفين أن أعمامها يسكنون في سوريا.. وبعد كل فترة تفقد واحد منهم؟
لماذا؟ لأنهم يستيقظون وينامون على القذائف !!
وأنت في بلد آمن وكلٌ يتمنى أن يكون مكانك!
• ثم.. هل سمعتِ بقصة زميلتنا أميرة التي تغيبت عن المدرسة منذ أسبوع؟
ألا تعلمين أن والدها تعرض لأزمة مالية ولم يستطع تسديد إيجار منزله مما جعل صاحب المنزل يطرده
ولم يجد منزلًا؛ مما اضطره إلى السفر إلى مدينة أخرى ليسكن عند أخيه؟
• أتعرفين زميلتنا (نجود) التي لا ترى جيدًا؟
وخولة التي لا تسمع ولا تتكلم..
وأروى التي لا تمشي..
ومنى المصابة بالسرطان..
وهاجر التي تدرس في فصول التربية الفكرية؟
- أيهما أقوى (إمكانات).. أنتِ أم هؤلاء؟!
أخبريني الآن: هل لا زلت تظنين أنك (أقل) من جميع زميلاتك؟!
أغلقت غادة الدفتر ووضعته في حقيبة أبرار ونسيت أمر الواجب !
ثم شكرت أبرار وانصرفت...
عندما حل المساء فتحت أبرار كعادتها الدفتر الذي لطالما مزقت أوراقه وفتحته لتكتب (شكوى) جديدة
بينما هي تبحث عن صفحة فارغة إذ بخط غريب يشد انتباهها..
فوجئت برسالة صديقتها غادة..
شعرت بالخجل من ربها، ثم من نفسها ومن صديقتها غادة ..
لم تعد تنظر للأمور بنظرتها السابقة..
أبرار لم تنظر إلى أمر جديد..
أبرارببساطة :
غيرت زاوية الرؤية!!!
بقلم: نجود بنت فهد الهويمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق